يدخل المغرب
الى خط توتر العلاقات هذا بسبب استضافة الرئيس المصري لوفد من جبهة البوليساريو،
حيث اعتبره عديد من المراقبين حركة ملغومة يراد بها الضغط على دول الخليج عن طريق
ورقة الوحدة الترابية للمغرب، الذي يشكل الحليف الرئيسي لدول الخليج بشمال
افريقيا.
المغرب بدوره
لم يندد رسميا بهذا الأمر، وتوجه نحو تطوير علاقاته الدبلوماسية مع دول شرق
افريقيا، التي تميزت بانحيازها ضد قضايا المغرب المشروعة أولها وحدته الترابية
وثانيها إعلانه شتنبر الماضي رغبته العودة للاتحاد الافريقي. استهل ملك المغرب
زيارته الدبلوماسية والاقتصادية من دولة رواندا التي رحبت بعودة المغرب كعضو مؤسس
للاتحاد الافريقي الى مكانه الطبيعي. وتأتي في قائمة الزيارة كل من دولة تنزانيا
واثيوبيا.
تاريخيا تعتبر
هذه الدول الأنجلوفونية مخالفة لتوجهات المغرب لأنها تميل نحو سياسات دولة جنوب
افريقيا والجزائر. نجد على المستوى الاستراتيجي للدبلوماسية المغربية أنها أضافت
منذ السنوات الماضية عامل التوازنات العالمية المتغيرة. فتوجهها نحو الشرق وعقدها
لاتفاقيات اقتصادية مع روسيا والصين جاء بعد قراءة متأنية للظرفية العالمية
الراهنة. وبعد تعزيز علاقات جنوب-جنوب مع دول الغرب الافريقي آن الأوان لتطبيق نفس
السياسة مع هذه الدول.
لتوضيح موقع
مصر من هذه التحركات المغربية، تجدر الإشارة أن المشكلة الأكبر التي تؤرق مصر الدعم المغربي
فلاحيا لدولة رواندا منبع النيل، سيؤدي الى تسريع السياسة المائية لهذه الدولة،
التي ستسير على نهج جارتها اثيوبيا في بناء السدود. رد مغربي كان كفيلا بدفع
الصحافة الرسمية المصرية اليوم الأحد اعلان زيارة مرتقبة للمغرب من طرف عبد الفتاح
السيسي. موضحين أن السيسي قلق من انزعاج المغرب بخصوص قدوم وفد البوليساريو الى
القاهرة، وأن مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب باعتباره بلدا صديقا وحليفا
استراتيجيا.
خطوة صدرت من
ملك المغرب في فترة حساسة تعيشها البلاد، تتميز بتنظيم البلاد لقمة المناخ في
دورته 22 بمراكش، وترقب تشكيل الحكومة الجديدة بعد تشريعيات 2016. لكن كل هذا لم
يمنع المغرب من التشبث بدفاعه عن وحدته الترابية.
أسامة سهيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق