رفضت نبيلة منيب، الأمينة
العامة للحزب الاشتراكي الموحد التي تقود فيدرالية اليسار الديمقراطي، لقاء عبد
الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، في إطار المشاورات الجارية الهادفة الى تشكيل
أغلبية حكومية في الظرفية السياسية الراهنة، حيث تجدر الاشارة الى أن الحزب
الاسلامي الفائز بالانتخابات قد وجد صعوبة بالغة في تشكيل حكومته الحالية وحسب
الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، فقد وجه رئيس الحكومة الدعوة إلى نبيلة
منيب، قصد اللقاء، يوم الأربعاء (19 أكتوبر).
إلا أن الأخيرة قد عبرت عن رفضها القاطع للفكرة
عن طريق وسائل الإعلام وفي أحد الموائد المستديرة التي ينظمها فرع مؤسسة
"هنريخ بول ستيفتونغ" الألمانية في شمال إفريقيا بمقره بالرباط. بأنها
تلقت مكالمة هاتفية من بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كما هو الشأن
بالنسبة لباقي الأحزاب، مؤكدة تواصلها معه، وتعبيرها عن موقف الفيدرالية من
المشاركة في الحكومة. فهي متشبثة بفكرة تموقع الفيدرالية في المعارضة مسبقا ولا
مجال للنقاش في ذلك، حيث أضافت أنها أخبرت رئيس الحكومة أن شروط مشاركتها في
حكومته غير متوفرة حاليا، وسنعمل على القيام بمعارضة ديمقراطية اساسها المبادئ
اليسارية الصرفة والتي تختلف تماما عن ما تقوم به باقي الأحزاب التي تدخل المعارضة
فقط لكونها لم تكن أحد الاطراف المشكلة للأغلبية الحكومية، في هذا الصدد تؤكد ان
معارضتهم ستكون معارضة حقيقية داخل قبة البرلمان. كما شددت ايضا على فكرة ان سياق
تشكل حكومة في الوقت الحالي لا يبدو واضحا، في ظل توقعاتها أن تكون تركيبة الحكومة
القادمة تركيبة متنافرة ومتناقضة تجمع بين أحزاب يسارية وأخرى يمينية وأخرى لا
يمينية ولا يسارية حسب تعبيرها.
في حين سارع حزب العدالة
والتنمية، عبر موقعه الرسمي، إلى القول إن الزعيمة اليسارية لجأت إلى موقع
إلكتروني "لترد على الدعوة بالرفض، نافية أن يكون لها أي لقاء تشاوري مع عبد
الإله بنكيران، عوض أن ترد بنفس الطريقة على الدعوة الموجهة إليها بالإيجاب أو
السلب، وفق الأعراف وفي حدود اللياقة المطلوبة".
كما ذكر الحزب تبريرات هذا
الاتصال التي حسب رأيهم تدخل في سياق الاعراف السياسية بالمغرب، حيث يستقبل رئيس
الحكومة المكلف مختلف الأحزاب الممثلة بالبرلمان قصد التشاور والحوار وتبادل
والآراء، بغض النظر عن إمكانية الدخول إلى الحكومة أو عدمه... وهو الأمر الذي حافظ
عليه بنكيران، سواء في تجربته الحكومية الأولى أو في المشاورات المستمرة لتشكيل
الحكومة الجديدة.
في هذا الصدد يمكن الاشارة الى
ان عبد الإله بنكيران قد اختتم، مساء أمس الأربعاء، مشاوراته مع آخر حزب في ترتيب
نتائج اقتراع السابع من أكتوبر، وهو حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية؛ فيما كان
مرتقبا أن يضم اللقاء أيضا فيدرالية اليسار الديمقراطي. الذي تخلف عن الحضور
للأسباب السالفة الذكر. يذكر أن
فيدرالية اليسار الديمقراطي، التي تضم حزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة وحزب
المؤتمر الوطني الاتحادي، حصلت على مقعدين في تشريعيات 7 أكتوبر2016.
الحسين حمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق