عقدت خلال الأيام الماضية عدة مشاورات بين السيد عبد الاله بن كيران وزعماء عدة أحزاب سياسية، في إطار المشاورات التي جرت عليها الأعراف السياسية المغربية من أجل تشكيل التحالف الحكومي الجديد. بنكيران بدأ محادثاته الأولى مع زعماء الأحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي السابق ويتعلق الامر بكل من حزب التقدم والاشتراكية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية. بعد ذلك التقى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بنظرائه الامناء العامين لاحزاب الحركة الديموقراطية والاجتماعية عبد الصمد عرشان، الاتحاد الدستوري محمد ساجد، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر وحزب الاستقلال حميد شباط.
جاءت نتائج
الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر لتعلن عن فوز حزب العدالة والتنمية بالمركز
الأول ب 125 مقعدا ويليه حزب الأصالة والمعاصرة ب 102 مقعدا بفارق كبير عن نتائج
باقي الأحزاب. يرى العديد من المحللين السياسيين أن الصعوبة التي تواجه السيد عبد
الاله بن كيران بعد تعيينه من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيسا للحكومة
هو تكوين أغلبية مريحة لتشكيل الحكومةالقادمة. الحزب الثاني في الترتيب و يتعلق
الامر بحزب الاصالة والمعاصرة وكما اشار امينه العام السيد الياس العماري لن يدخل
في أي من الأحوال في تحالف سنة 2016. بالرغم من تصريح السيد عبد الاله بنكيران ان
جميع الخلافات مع باقي الأحزاب قد انتهت.
و تحيل بعض التوقعات
أن انتهاء الخلافات بين أحزاب الكتلة وحزب العدالة والتنمية الى إمكانية تشكيل
أغلبية مريحة من طرف أربعة أحزاب: حزب العدالة والتنمية، حزب الاستقلال، حزب
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية. أما بالنسبة للأحزاب التي
تبقت فتعتبر أحزابا ستشكل معارضة قوية داخل مجلس النواب خاصة حزب الأصالة والمعاصرة
وحزب التجمع الوطني للأحرار بأمينه العام الجديد، إضافة الى الاتحاد الدستوري والحركة
الشعبية التي لازال موقفهما غير واضح لحد الساعة.
بإلقائنا نظرة
على الفترة السابقة للحكومة المغربية سنة 2012 فقد عرفت تعديلا حكوميا بسبب عدم
اتفاق حزبي الكتلة مع عدة سياسات نهجها حزب العدالة والتنمية. في سياق الصلاحيات
الجديدة لرئيس الحكومة منذ دستور 2011.
سيناريو من المحتمل أن يعاد صياغته، نظرا لأن
الحملة الانتخابية لأحزاب الكتلة ركزت بحرب كلامية على فشل الحكومة التي يقودها
عبد الاله بنكيران والآن تم التصريح من طرف السيد حميد شباط أن مصلحة الوطن هي
الأهم على حد قوله.
وما شكل الحدث
هدا الاسبوع هو رفض فيديرالية اليسار الديمقراطي حضور المشاورات وكما جاء على لسان
نبيلة منيب بررت موقفها هدا بأن هدفهم الأول كان بلورة معارضة حقيقية داخل مجلس
النواب، بالإضافة الى أن الفيدرالية تؤكد على استحالة تحالفها مع أقطاب متنافرة
ايديولوجيا على حسب تعبيرها.
رغم الخلافات
الأيديولوجية للأحزاب التي من المحتمل أن تشكل الحكومة، عبر أمناء الأحزاب عن
موقفهم هذا بالتزامهم وحرصهم على مصلحة الوطن، لأن نسب المشاركة الانتخابية للمواطنين
توحي بعدم رضاهم عن ما يجري في الساحة السياسية المغربية.
أسامة سهيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق