روندا قاطرة المملكة المغربية نحو شرق القارة
السمراء
بعد الركود الذي كانت تعرفه العلاقات المغربية الرواندية
إثر اعتراف هذه الاخيرة بالجمهورية الوهمية أبريل من سنة 1976.
جاءت الزيارة التي قام بها الرئيس الروندي بول كاغامي
بدعوة من العاهل المغربي محمد السادس في السنة الجارية كإشارة
واضحة على الإلمام المتزايد لدول افريقيا بدور المغرب وتضحياته التاريخية من أجل
الشعوب الإفريقية، ولتعطي نفسا جديدا
يفتح من خلاله البلدين صفحة جديدة من التعاون في مختلف المجالات والقائمة اساسا
على تبادل الخبرات وتشاطر تجربة التنمية البشرية، والاستثمار
المشترك، والتعاون الأمني والنهوض بالإسلام المعتدل خدمة لمصالح الشعبين.
وتندرج
الزيارة الرسمية التي يقوم بها العاهل المغربي محمد السادس لجمهورية روندا كتأكيد
على متانة العلاقات بين الرباط وكيغالي وكذلك على العمل الجاد الذي
يقوم به المغرب بغية تنويع الشركاء وتمتين التعاون على الأصعدة الاقتصادية
والاجتماعية والبحث عن أفضل السبل لتقوية الاستثمارات بين البلدين
كونهم نقطتان مرجعيتان في دوائر تحركهما ومحيطهما الإقليمي.
ومن
المرتقب توقيع عدة اتفاقيات تهم ميادين مختلفة
من الاستثمارات وتفادي الازدواج الضريبي مرورا بالنقل الجوي، ستشكل لا محالة رافعة
لهذه الشراكة الجديدة المغربية الرواندية. كما نجد البعد التضامني مع
دول الجنوب حاضر بقوة في هذه الزيارة لأن سعي المغرب إلى تعزيز وتوطيد علاقاته جنوب-جنوب،
يكرس البعد والعمق الإفريقي في السياسة الخارجية المغربية.
ومن الناحية
السياسية والدبلوماسية اعتبر عديد المراقبين انه بامكان جمهورية روندا أن تشكل
مخاطبا وحليفا جيدا للرباط داخل مجموعة دول شرق أفريقيا، وفتح الباب لطرح تجربتها
وخبرتها في مجموعة من المجالات الحيوية التي تحتاجها دول شرق أفريقيا.ومعلوم أن
رواندا سحبت اعترافها بالبوليساريو السنة الماضية، ويمكن أن تلعب دورا مهما
وإيجابيا في إقناع، أو على الاقل، تحييد الأصوات التي تناهض مصالح المملكة
المغربية داخل الاتحاد الافريقي.
ويرافق
العاهل المغربي في هده الزيارة وفد رفيع المستوى يدل على الاهمية التي تكتسيها هذه
الزيارة يضم على الخصوص، مستشاريه السيدان فؤاد عالي الهمة و ياسر الزناكي ووزير
الداخلية السيد محمد حصاد، ووزير الشؤون الخارجية و التعاون السيد صلاح الدين
مزوار، ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية السيد احمد التوفيق، ووزير الاقتصاد والمالية
السيد محمد بوسعيد، ووزير الفلاحة والصيد البحري السيد عبد العزيز أخنوش , والوزير
المنتدب لدى وزارة الشؤون الخارجية
والتعاون السيد ناصر بوريطة، الى جانب العديد من الشخصيات المدنية والعسكرية.
أيوب الحسناوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق