Ad

02‏/12‏/2016

حلقة من تاريخ المغرب المنسي.

              
يتوافد الألاف من يهود العالم على مزارات أوليائهم بالمغرب، ليذكر بالدور الفعال الذي كان يلعبه العنصر اليهودي في المجتمع المغربي على كافة المستويات. ويعيد الى الأذهان صورا من التعايش قلت نظيراتها في وقتنا الراهن.
فمباشرة بعد اعلان قيام الكيان الصهيوني اشتدت هجرة اليهود المغاربة الى فلسطين مخلفيين ورائهم ارضا امتدت في تربتها جدورهم، ووطن يسعد بزياراتهم المتكررة.
ونجد هناك عدة اسباب لهذه الهجرة تتجلى في ما يلي: اولا التعبئة المكثفة من طرف الكونغرس العالمي لليهود، والذي صور لليهود المغاربة "اسرائيل" كوكر يحميهم من خطر قادم يهددهم. فضلا عن  الضغوط التي تعرضَ لها اليهُود المغاربة من مبعوثي الموساد، قصد دفعهم إلى الهجرة.
 وحسب ما هو متداول فان  الراحل الحسن الثاني في بداية حكمه كان مجبورا، تحت إكراه معارضة سياسية شرسة في تلك الفترة، إلى التفاوض مع عدة أطراف  لغض الطرف عن تهجير اليهود المغاربة إلى إسرائيل. لكن تظل ابرز محطة في مسار هذا التهجير  عام  1967، أي بعد انتصار إسرائيل في حرب الستة ايام.
وجدت اللوبيات الصهيونية في هذا الانتصار فرصة سانحة لتسوق لاسرائيل كبطل باستطاعته حماية يهود العالم من بطش العرب وجمع شتاتهم في وطن قومي. وما فتأت تستغل بعض الاحداث الشاذة التي تقع ضد بعض اليهود لزرع الرعب في صدوهم، وتصويرها على انها اعمال عنف ممنهج من شأنها ان تشكل خطرا على تواجدهم داخل المملكة.
لكن سرعان ما تحول مسار  التهجير الى ماساة  حقيقية بعد غرق السفينة "ايجوز" التي كانت تنقل على متنها يهود مغاربة باتجاه جبل طارق ليكملوا من هناك رحلتهم نحو اسرائيل. تفاصيل هذه الحادثة تعود الى  10 يناير 1961 ، حيث  أبحرت ايجوز من ميناء الحسيمة (في رحلتها الثالثة عشرة) مع 44 من المهاجرين اليهود لقو حتفهم جميعا فيما تم انقاد بعض افراد الطاقم.
هذه الحادثة تعيد الى الاذهان الطرق اللاإنسانية التي تم بها نقل اليهود المغاربة والتهميش الذي عانى ويعاني منه اليهود من أصل مغربي في إسرائيل، مما دفع العديد منهم الى التفكير جديا في قرار العودة الى احضان الوطن الأم، بعد أن أصيبوا بخيبة أمل من اللوبي الصهيوني الإسرائيلي الذي وعدهم بالجنة فوق الأرض الموعودة، قبل يصدموا بواقع مر من أبرز مميزاته، محاولات لطمس هويتهم وحرب طويلة الأمد أصبحوا معها مهددين في أرواحهم وأمنهم.

أيوب الحسناوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق