Ad

09‏/06‏/2017

تعرف على معركة الجمل وبداية انقسام صفوف المسلميين.




كان لمقتل عثمان ابن عفان وقعا كارثيا على البيت الداخلي للمسلميين, اذ يعتبر الحلقة الاولى في مسلسل انقسام صفوف المسلمين, وجعلهم شيعا,واحداث فجوات واسعة في جدار المجتمع الإسلامي ككل.

بعد هذه الحادثة بايع الصحابة علي ابن ابي طالب للخلافة, منتظرين منه القصاص لمقتل عثمان, لكنه اجل النظر في هذا الامر مما خلف حالة واضحة من عدم الرضى و عزز الرغبة في الثأر لدى بعض الصحابة, وعلى رأسهم طلحة بن عبيد لله والزبير بن العوام, اللذان اقنعا أم المؤمنين عائشة بالخروج معهم إلى البصرة ,ليس بغرض القتال وانما ليلتقوا بمن فيها من الاعيان، وتعبئتهم تمهيداً للقبض على قتلة عثمان الذين كونوا بدورهم فئة قوية ومسلحة كان من الصعب القضاء عليها من طرف علي ابن ابي طالب.
حين وصل كلا الطرفين الى البصرة, ارسل علي بن أبي طالب القعقاع بن عمرو الى "اصحاب الجمل " فقال لام المؤمنين : " أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟ " فقالت: " أي بني الإصلاح بين الناس ".فقرر بعدها الفريقان التوقف عن القتال والتشاور في أمر قتلة عثمان بن عفان.

 بات كلا الطرفين فرحين بالاتفاق السلمي الذي ابرم  لكن بدأ مثيروا الفتنة يستشعرون معالم خطر قادم وعلموا أن هذا الصلح سيكون على حساب رؤوسهم. فخططوا من اجل اشعال الحرب بين الجيشين، فيفلتوا بهذا بفعلتهم.


ومع طلوع فجر اليوم الموالي شرع قتلة عثمان في تنفيذ مخططهم فهجمت شرذمة منهم على معسكر اصحاب الجمل واخرى على معسكر علي ابن ابي طالب وقام الناس من نومهم إلى السلاح ظنا منهم انه غدر و نقض للاتفاق من طرف الطائفة الاخرى.

 فاشتعلت الحرب واحتدم القتال بين المسلمين الذي انتهى  بمقتل طلحة بن عبيد لله و الزبير بن العوام اما بخصوص السيدة عائشة و تنفيذا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال لعلي :"سيكون بينك وبين عائشة أمر، قال عليّ فأنا أشقاهم يا رسول لله، قال: لا ولكن إذا كان ذلك فاردها إلى مأمنها" فرجعت بذلك إلى المدينة ومن تبقى معززة مكرمة.

وضعت الحرب اوزارها مخلفة وراءها خسائر لا تزال تبعاتها تحول دون توحيد صفوف المسلمين في وقتنا الراهن. فمعركة الجمل كانت الشرارة اللتي اشعلت فتيل ما تلاها من الحروب و الفتن وفسحت المجال امام الضغائن التي اودت بكيان المسلميين ووحدتهم بعد أن كانوا قوة على أعدائهم.

ايوب الحسناوي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق