انسحب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية سنة
1984 بعد اعترافها " بالجمهورية الصحراوية المزعومة"
تحت ضغط الجارة " الشقيقة" الجزائر التي لم تبتلع مرارة هزيمتها النكراء
في حرب الرمال أمام الجيش المغربي الباسل كما أنها لم تستسغ مرارا الهزيمة في معركتي امغالا الأولى
و الثانية .كما أن الكيان الوهمي لجبهة البوليساريو وجد دعما قويا من جنوب إفريقيا
, نيجيريا و بعض الدول الإفريقية الصغيرة ناهيك
عن مساندة كوبا.
بعد اعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين
وجد نفسه أمام تركة ثقيلة وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية , و تفطن العاهل الكريم ان حل هذا المشكل
الشائك لن يجد حلا عادلا و شاملا إلا من طرف الأشقاء الأفارقة, لذا
نهج إستراتيجية و دبلوماسية ذكية ترم والى إيجاد حلفاء جدد و خلق شراكات اقتصادية
جديدة معهم , بل أضحى ينافس دولا قوية وفي مقدستها ....
وبعد مصادقة الاتحاد الإفريقي على عودة
المغرب و بتصويت 39 دولة افريقية لصالح المملكة خاطب العاهل الكريم رؤساء افر بقيا
المجتمعين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا
بخطاب تاريخي هز قلوب الحاضرين و
المتتبعين قائلا حفظه الله . " كم هو جميل اليوم الذي أعود فيه إلى البيت , بعد طول غياب كم هو جميل هذا اليوم الذي
احمل فيه قلبي و مشاعري إلى المكان الذي أحبه , فإفريقيا قارتي , وهي أيضا بيتي , ثم تابع قائلا "كم أنا سعيد بلقائكم من
جديد , لقد اشتقت إليكم
جميعا."
كما دعى العاهل الكريم إلى الاهتمام بالعنصر
البشري و التعاون و التآزر بين الأشقاء الأفارقة
في شتى المجالات خاصة الاقتصادية , و أشار في هذا الصدد إلى خط الغاز الذي
ناقشه مع الرئيس النيجيري و الذي اعتبره ... اقتصاديا سيعود بالنفع على القارة الإفريقية
برمتها .
إن المغرب مطالب اليوم بمواصلة جهوده الدبلوماسية
و السياسية مع البلدان الإفريقية الشقيقة وحتى بعض البلدان المعروفة بعدائها
للمملكة خاصة مع جنوب إفريقيا .فالمعركة القادمة ستكون معركة شرسة خاصة بعد ما ...
الجزائر "بكبة" أخرى و ستعمل جاهدة لعرقلة جهود المغرب من اجل إيجاد
حل عادل و شامل لقضيتنا الوطنية
الأولى : أن الشعب الجزائري الشقيق فطن أن جنرالات الفساد يعملون على تبديد ثرواتهم
على صفقات شراء الأسلحة من المغرب على حسب قولهم , وهم يعلمون أن إنهاء مشكل الصحراء المغربية
يعني نهاية الدجاجة التي تبيض ذهبا , ولن يجدوا أي مبرر "يحللون" به
سرقة أموال نفط وغاز الشعب الجزائري الشقيق .
كنبيب
يونس
كلية
الحكامة و العلوم الاقتصادية الرباط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق