Ad

01‏/05‏/2017

طلبة مركب البستنة بأكادير تحت الحصار

دعوات توالت منذ أسبوع، تحولت لاستنجاد من طرف طلبة مركب البستنة بأكادير التابع لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، ضد تسلط مدير المعهد الذي يعاملهم بمنطق الاقطاعية. يساهم معهد أكادير في تكوين مهندسين وتقنيين متخصصين في الميدان الفلاحي، وفي هذه الأثناء تحول الى سجن بدون ماء ولا كهرباء بعد بلاغ يوم 29 أبريل للسيد المدير، معلنا عن التصعيد ضد مطالب الطلبة على طريقة حصار النفط مقابل الغداء.
يوم 25 ابريل من هذه السنة حضرت السيدة “وفاء الفاسي الفهري” مديرة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة الى مركب البستنة بأكادير من اجل فتح حوار مع المدير والطلبة، للتوصل لحل للمسألة المطروحة، عملية الحوار التي لا تنجح باستمرار تعنت المدير، الشيء الذي أفضى الى حمل شعار رحيل المدير والانقطاع عن الدراسة إلى حين تعيين مدير كفؤ لهذا المركب.
حسب تصريح أحد طلبة المعهد، فان السيد فريد لقجع بدأ بإقصاء الطلبة من المشاركة في تسيير شؤون المؤسسة، وهو حق يضمنه القانون التنظيمي لقطاع التعليم العالي. تفاقم سوء أوضاع الطلبة بعد تغيير مواعيد الامتحانات بشكل عشوائي دون الاعتماد على التقسيم المعمول به في كل المعاهد المغربية. أدى هذا الى رسوب 28 طالب السنة الفارطة بسبب اجتياز امتحانات الاسدس الأول خلال الاسدس الثاني، الى جانب عدم احترام الأساتذة للأجل القانوني للإعلان عن النتائج. وهذه فوضى أصبحت مألوفة لدى طلبة المعهد.
منذ ترقي السيد المدير الى منصبه، ومردود المعهد في تقهقر، انطلاقا من المختبرات التي تم اغلاقها، وبعضها التي بقيت داخل الخدمة، تعاني من نقص مهول على مستوى التجهيزات مما يعرقل بحوث الطلبة في سنتهم الختامية، يصل الأمر الى عدم وجود الماء المقطر لإنجاز ابسط التجارب. يعلق السيد المدير على هذه الوضعية أمام تنديد الطلبة أن التجهيزات لا زالت في المخزن منذ سنة 2015. إضافة لكونه مديرا للمعهد فهو أستاذ لمادة الاستراتيجيات الزراعية، وهذا منصب يوظفه بدل تلقين الطلبة في تهديد كل من سولت له نفسه مخالفة أوامره بترسيبه بقدرة سلطاته.


كما يعلم الانسان الواعي، أن الطالب الى جانب تحصيله العلمي وتكوينه، فهو بحاجة مزاولة الأنشطة الموازية من تنظيم لمحاضرات ثقافية وسياسية، اغناء لمسار تكوين أطر الغد. إذا اعتبر المرء أن السيد المدير لا يريد للطلبة أن يوسعوا مداركهم في مجالات مختلفة مخافة على تشتيت انتباههم، فهو لم يتجرأ يوما على الدفع بسمعة المعهد الذي يسيره الى الأمام، حيث مرت قمة المناخ بمراكش ولم يحضر أي طالب مختص لهذه التظاهرة البيئية العالمية، بالإضافة الى غيابهم بمهرجان اللوز بتافراوت وآخرها المعرض الدولي للفلاحة بمكناس. وهذا يطرح إشكالية غياب تام لأي رغبة لتمكين هؤلاء الطلبة من تكوين مناسب في قطاع الفلاحة، الذي يعتبر المحرك الأول لاقتصاد المغرب.



ان جلالة الملك كان حريصا في أكثر من خطاب على ضرورة النهوض بدور التعليم العالي والتكوين المهني، لمواجهة تحديات المغرب في استقطاب أكبر عدد ممكن من الاستثمارات الأجنبية وللدفع بمخطط المغرب الأخضر الى الأمام. ان العنصر البشري هو أهم عنصر لبناء عظمة أي أمة، فما بالك ان كان هذا العنصر مثقفا وعلى أعلى مستوى من التكوين. الا أن هذه الحالة في مركب أكادير التابع لمعهد الحسن الثاني بالرباط يطرح عدة تساؤلات، عن حقيقة من يسيرون شؤون جيل المستقبل في هذا البلد.
نود الإشارة أن الطلبة يعيشون حالة حصار داخل المعهد بعد مواجهة حقهم في الاضراب بغلق كل من القاعات، المطعم، المكتبة، وتمادى الى قطع الكهرباء. اعتصام الطلبة يستمر لليوم العاشر، في تعبير للطلبة عن تضامنهم وتراصهم، الى جانب دعمهم من طرف زملائهم في معهد الحسن الثاني بالرباط. في حين لا زال الطلبة على أمل لتدخل ذوي الألباب للحد من هذه المهزلة الحقوقية والأخلاقية في مغرب العهد الجديد.
بقلم أسامة سهيل